ماذا ننتظر لتنطق الألسنة ؟ وماذا ننتظر لننكر ونشجب
ونستنكر ؟ تلك العبارات التي كنا نسمعها كثيرا في عهد الرئيس المخلوع مبارك ، الشجب
والنكران والاستهجان باتت أمور بعيده المنال ، فهل فقدنا روح الغضب ؟ هل فقدنا
شعور الغيرة ؟ هل فقدنا الانتماء ؟ هل فقدنا الامتعاض ؟ والسؤال الأهم هل ألفنا بني
صهيون ؟؟؟؟
سؤال يطرح نفسه في واقعة عرض الآثار المصرية بمتحف أورشليم
بإسرائيل والذي تم افتتاحه بعنوان «فرعون في كنعان.. قصة لم تُروَ من قبل» هلا انتبهتم لهذا الاسم وحقاً هي قصة لم تُرو من قبل !!!!
قصة طالما حلمت إسرائيل بنسجها لتثبت للعالم كافة أنها المالك الأصلي لتلك الحضارة
العظيمة وان أيديهم هي من صنعت تلك الحضارة .
ففي تغافل للمصريين كافة خرج المؤرخ بسام الشماع يصرخ
ويستنجد بكل من يعشق تراب هذا الوطن وبكل من لديه غيره على هذا التراث يقول "
أنقذوا تراثنا حرروه من يد العدو الصهيوني " ... إذن كيف وصلت تلك الآثار
لايدى الصهاينة ؟
ما حدث يا سادة هو ما حذر منه الشماع منذ زمن من ضرورة
استرجاع ذلك التراث من متاحف العالم لأنه حضارتنا وتراثنا نحن ، ولأنه يوما ما
سيقع في ايدى الصهاينة ، لكن مع الأسى والأسف لم يهتم احد ، وهذا ما حدث فعليا فقد
ضم متحف إسرائيل 680 قطعة نادرة
تمثل الفترة التي سيطرت فيها مصر على الأرض المحتلة «فلسطين» لفترة دامت أكثر من
300 عام وبتعاون دولي ضم المتحف أيضاً قطع أثرية جُمعت من خمسة متاحف عالمية منها المترو
بوليتان بالولايات المتحدة، وبرلين بألمانيا واللوفر بفرنسا وتورنتو بإيطاليا، بالإضافة
للقطع التي استولت عليها إسرائيل .
حاول الداعمين وأصحاب الحس الوطني تحريك مشاعر القلوب
تجاه تلك الواقعة لاتخاذ موقف شعبي جمعي ولكنهم وجدوا أنفسهم وحدهم ، هم في وادي والإعلام
والمسئولين في وادي ، أما عن الإعلام فله اهتمامات أخرى يرى أنها صاحبة الأولوية في
البث فهناك أخبار الكره والفضائح الفنية والقصص الساخرة عن نواب البرلمان الذي بات
هزلي وكل ما يُظهر الوجه القمئ لمصر ، وجه لا يعبر عن رقيها وحضارتها لكنه يعبر عن
بعض ممن ينتسبون لها
أما المسئولين فلم نجد تصريح واحد يتناول تلك الواقعة "المتوقعة"
سلفاً ، والتي لم تعد غريبة حتى أصبحنا نتسأل هلا بعثنا ببرقيات التهاني لهذا
الحدث الجلل ، فلم يبقى لنا سوى التهنئة ومن فاته الافتتاح فلا يحزن فالعرض مستمر
حتى 25 أكتوبر بما يسمح بنسج مليون قصة " لم تُرو من قبل" عن فرعون قصص
تنسجها إسرائيل وتؤكد للعالم أنها صاحبة حضارة على أرضها المزعومة اقصد على أرضنا
ارض فلسطين .... انتهت الكلمات فهلا بعثتم بالتهاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق