الأربعاء، 7 مايو 2014

سورة و معنى و واقع نعيشه – سورة المسد


” تبت يدا أبي لهب وتب ( 1 ) ما أغنى عنه ماله وما كسب ( 2 ) سيصلى نارا ذات لهب ( 3 )وامرأته حمالة الحطب ( 4 ) في جيدها حبل من مسد (5) “
إسم السورة
معنى كلمة المسد لغوياً المَسَدُ : الحبلُ المضفورُ المٌحكَمُ الفَتْل
المَسَدُ : إسم سورة من سور القرآن الكريم ، وهي السُّورة رقم 111 في ترتيب المصحف ، مكِّيَّة ، عدد آياتها خمس آيات .
سبب نزول السورة
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن نمير ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا ثم نادى : “يا صبحاه” فاجتمع الناس إليه ، فبين رجل يجيء ، وبين آخر يبعث رسوله ، فقال : “يا بني هاشم ، يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر ، يا بني . . . يا بني أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل” – يريد تغير عليكم – صدقتموني ؟ ” قالوا : نعم ، قال : “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا دعوتنا ؟ فنزلت : ( تبت يدا أبي لهب وتب) ” .
تفسير الايأت
تبت يدا أبي لهب وتب : خسرت يدا أبي لهب وخسر
ما أغنى عنه ماله وما كسب : لن ينفعه ماله و لا يمنعه عن سخط الله و لا ما كسبه و قيل أن مقصود ما كسبه هو أولاده وفق ما قاله أغلب العلماء و ليس مكاسب المال حيث أن أغلى ما يكسب الانسان هو أولاده .
سيصلى ناراً ذات لهب : و هو توعده بالعذاب فى الدار الأخره و فى قصة موته دلاله كبيرة على صدق توعد الله له فى الاخرة بأن تسؤ مقدمات أخرته و هو الموت و سبب موته .
فقد كان لأبي لهب ثلاثة أبناء هم ( عُتبه ، متعب ، عُتـيبه  ) و قد أسلم الأولان يوم فتح مكه، وأما ( عُــتيبه ) فلم يُسلم ، وكانت ( أم كلثوم ) بنت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجه ، وأختها ( رقيه ) زوج أخية ( عُـتبه ) فلما نزلت سورة ( المسد ) في حق ( أبي لهب ) قال أبوهما : رأسي من رأسكما حرام – أي لا أراكما ولا أكلمكما – إن لم تطلقا إبنتي محمد !! فطلقاهما .
ولما اراد الشقي ( عُـتيبة ) الخروح إلى الشام مع أبيه قال : لآتين محمد فلأوذينه في نفسه ودينه، فأتاه فقال : يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمامه وطلق إبنته ( أم كلثوم ) فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ) فأفترسه الاسد، وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالي بمرض مُعد يسمى ( العدسة ) وبقى ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن، فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويله غليظة حتى وقع فيها ثم قذفوا عليه الحجاره حتى واروه فيها ولم يحمله أحد خشية العدوى فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة .
وامرأته حمالة الحطب : إمرأته المقصود بها زوجتهو زوجته أسمها  أم جميل يلقبوها بأم قبيح فهى إمرأة عوراء تمشى بين الناس بالنميمة توقد بينهم الحقد و العداوة و قد كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك و قيل إنه الحطب المملؤ بالشوك تجعلها حزمة مربوطه بحبل فتشدها بيدها لتنثرها بالليل في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه فقد كانت خبيثة مثل زوجها. 
في جيدها حبل من مسد : يحكى أن كان لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت : واللات والعزى لأنفقها في عداوة محمد، فأعقبها الله حبلاً في عنقها من مسد جهنم .
معانى السورة
إن من أجل ما يتضح لنا من معنى من سورة المسد أن الجزاء من جنس العمل
فبكلمة تب التى قالها أبو لهب لرسول الله جاءت نفس الكلمة تب على لسان المولى عز وجل فى مقام جليل بكتاب الله و يال سؤ مقامه عند الله تبارك و تعالىفعظم اللعن من عظم المقام الملعون به و هو القرأن .
و بسؤ عمله و كفره و تكبره و تجبره جاء توعده بالعذاب فى الاخره و يال سؤ وبشاعة مقدماته من عذابه فى موته و حقارة الميته التى اختارها له الله تبارك و تعالى .
و بوقود النميمة التى كانت تشعلها كان جاء عذاب إمرأته من الله يوم القيامة.
و بحبل تجربه حطب و شوك الى طريق رسول الله كان حبل قوى يشد حول رقبة هذه المرأة الكافرة
و كأن الايات تقول لك يا أبن أدم أنت تأكل مما صنعت فأصنع طيباً تأكل طيب و أصنع خبيثأ تأكل خبيثأ .
واقع نعيشه
يتسأل الكثير من الناس عن ما نحن فيه من بلايا و محن و ضياع حقوق و جرائم و فساد و سفك دماء نعم لا نتعجب بما حل بنا فما كان الله ليعذبنا الا بما كسبت أيدينا
فروي أن صاحب بستان قال لخادميه أجمعو لى أطيب ما طرحته الحديقة ،أما الاول فجاب الحديقة و جمع منها أبهى و أشهى الثمار فى سلة جميلة و قدمها لسيده و أما الثانى فجمع من أقرب مكان له بعض الحشائش التى لا تفيد و لا تغنى من جوع ووضعها فى سلة بالية و قدمها لسيده فإذا بهذا السيد يقول لهم أنتم محبوسين لعدة أيام و كلاً منكما سيأكل ما جمعه بيديه فإذا بالأول يأكل الطعام الطيب فى تلك الأيام و إذا بالثانى لا يجد طعام فيموت جوعاً .
فليعمل الانسان لغده فغداً سيأكل ما صنعته يداه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق